وعلى الرغم من أن الرائحة لم تصل بعد إلى الأقمشة، إلا أن إيتوري بوتولي، المدير التجاري للشركة ونجل رئيسها روبرتو، يؤكد: "نحن لا نزال في المراحل الأولية، لكننا نعمل على الأمر".
وفيما ينتظر الفريق تلك الرائحة الفريدة، بدأت الأوشحة والسترات والبطانيات تكتسي بالفعل بلون القهوة الغني، من خلال عملية صباغة معقدة ومكلفة. "حاولنا صبغ القطن والكتان، لكن دون جدوى"، يقول إيتوري، الذي لم يتخلَّ عن حلم والده، حتى نجح في تثبيت اللون على الصوف والكشمير. ويمازح قائلاً: "الصباغ يكرهني قليلاً" بسبب صعوبة العملية، لكنه يضيف: "مع المحاولات، استطعنا في النهاية إنتاج منتج فريد".
وباتت هذه الأقمشة رمزاً للتميّز في عالم الأزياء الفاخرة، وتحظى بطلب متزايد من أرقى دور الأزياء، ليس فقط في إيطاليا مع علامة "إيترو"، بل أيضاً في اليابان، حيث عرض بوتولي منتجاته ضمن الجناح الإيطالي في معرض "إكسبو 2025 أوساكا".
ويستذكر إيتوري زيارة المصمم الياباني الشهير جونيا واتانابي لمصنع الشركة في سيرافالي قائلاً: "أُعجب كثيراً بالأقمشة المنقوشة، ولم يكن يصدق أن مصنع صوف يمكنه إنتاج مثل هذه الألوان". وقد دفعه هذا الإعجاب لتخصيص عرض أزياء تكريماً لوالدي، روبرتو بوتولي.
في مصنع بوتولي، الجودة والاستدامة ليستا مجرد شعارات، بل أسلوب حياة. فالمصنع يعتمد دورة إنتاج مكتملة "من الصوف إلى القماش النهائي"، كما يصفها مدير المبيعات مازحًا: "إنه مثل مصنع الشوكولاتة"، مما يسمح بالتحكم الكامل في كل مراحل التصنيع، ويجعل من الإنتاج عملية محلية بالكامل تقريبًا.
وتعتمد الشركة في ابتكارها الصديق للبيئة على نفايات قهوة محلية من شركة تحميص Dersut، كما أن الأقمشة المصبوغة بالقهوة ليست الوحيدة المستدامة. فالشركة اتجهت مبكرًا نحو "اللون الأخضر"، إذ بدأت في أوائل الألفينات استخدام الصوف غير المصبوغ، مكتفيةً بالألوان الطبيعية للصوف الإيطالي.
يختتم بوتولي قائلاً: "هذه كانت رؤية والدي، ولم يؤمن بها أحد سواه، أما اليوم، فالأقمشة الطبيعية والخالية من الأصباغ تمثل 65% من إنتاجنا. لقد كسبنا الرهان". (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA