القصر، الذي كان مقرًا لما يُعرف بـ"كلية الناصريين"، تأسس في عام 1630 على يد القديس جوزيبي كالاسانزيو، بعد أن حصل عليه من الكاردينال مايكل أنجلو تونتي، الملقب بـ"الناصري". هذه المدرسة التي خرجت نخبة من الأسماء البارزة في تاريخ الثقافة الإيطالية، مثل المخرج كارلو فيردوني والممثل كريستيان دي سيكا، أغلقت أبوابها في 2012 بعد أكثر من ثلاثة قرون من النشاط.
اليوم، وبعد عملية ترميم دقيقة بدأت في عام 2021 تحت إشراف هيئة الفنون الجميلة، يتحول هذا الصرح التاريخي إلى فندق فخم لا يشبه غيره، بفضل رؤية المهندس إيليا فيديريتشي وعائلته، الذين أرادوا الحفاظ على الروح التاريخية للقصر مع إدخال لمسات معاصرة راقية.
ما إن تعبر البوابة الخشبية العتيقة في شارع سانت أندريا ديلي فراتي، حتى تبدأ رحلة استثنائية عبر الزمن. الجدران المزينة بـ60 عملاً فنيًا من الرخام، بما في ذلك تماثيل نصفية رومانية وتمثال "مايناد" الشهير، تستقبلك في صالة الفندق كأنك في متحف حيّ.
الفندق أصبح وجهة فنية بامتياز، خاصة بعد التعاون مع استوديو المخرج السينمائي لوكا جواداجنينو، الذي تولّى تصميم المناطق المشتركة بتوقيع بصري مستوحى من أسلوبه الإخراجي الشاعري. عبر استخدام ألوان زاهية وتعاون وثيق مع حرفيين محليين، أعاد جواداجنينو صياغة الفضاء الداخلي للفندق، ليبدو كما لو كان مشهدًا من أحد أفلامه.
في 11 أبريل، وضمن فعاليات "أيام الربيع FAI" التي ينظمها صندوق البيئة الإيطالي، فُتحت أبواب قصر تاليا لعشاق الفن والتاريخ. وتعد هذه المبادرة فرصة نادرة لزيارة أماكن غالبًا ما تكون مغلقة أمام الجمهور، من خلال جولات تعريفية وأنشطة ثقافية تسلط الضوء على تراث إيطاليا العريق.
الفندق لا يتبع أي سلسلة فندقية تقليدية، بل يقدم تجربة إقامة متفردة، تستلهم من التاريخ وتستثمر في الحاضر. إنه المكان الذي تتعايش فيه الأرواح العتيقة مع الفنون المعاصرة، في انسجام معماري نادر. (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA